صباح التي أيقظتني و غطت
***
صباح التي أوقدتتي شموعاً
لدى مقلتيها لكيّ ما تنام
الصباح التي إذاما أزاحت
عن العين هدباً
أطل على الناس بدريّ تمام
***
صباح التي ذوبتني إشتياقاً ونامت
***
صباح التي أرّقتني ... ونامت
صباح التي أوكلتني لسُهد الليالي ... ونامت
***
صباح التي إذاما أطلت يحارب حسنها عتمات حزني
صباح التي إذاما توارت يضئ لي طيفها في ليل بؤسي
صباح التي على كل حال تحارب عنىّ ظلمات نفسي
***
صباح التي بعثرتني ... ونامت
صباح التي أسلمتني لفوضى حروفي ... ونامت
***
صباح التي عمّدتنا بدمع المآقي ... ونامت
صباح التي مرّغتنا بحزن الحروف ... ونامت
***
صباح التي حرّضتني على كل هذا الكلام ... ونامت
صباح التي حرّقتني كبعض بخورٍ ... ونامت
***
صباح التي فاجأتني و دكت حصوني ثم على العرش نامت
صباح التي مزّقتني كقرطاس شعرٍ ردئ ... ونامت
***
صباح التي أوصدت عنيّ الباب من عُسعُس اليل حتى الشروق ... ونامت
صباح التي صلبتني على حافة النص حتى تهاوت حروفي ... ونامت
***
صباح التي أسرجتني بزيت سُهادي ... ونامت
صباح التي أوقدتني في عتمة الليل مثل وليّ يصُلي ... ونامت
***
صباح التي علّمتني أن المنام ذنوب ... ونامت
صباح التي علمتني أني إذا نمت يقصُر عمري ... ونامت
***
صباح التي غمّستني في الحُزنِ حيناً كمِرود
صباح التي أهدرتني ككُحلٍ بدمعٍ ... ونامت
***
صباح التي تسكن القلب قبل الأماني
صباح التي أيقظتني كما يوقظ العِطر خبيئة الذاكرة ... ونامت
***
صباح التي عتّقتّني بقبو الهُجُود ... ونامت
***
صباح التي أوّصت القلب "إسهر" ... ونامت
***
صباح التي حصّنتني كأمٍ رءوم من كل الذي يعتريني
صباح التي أرسلت لي طيفها كي يحتويني ... ونامت
***
صباح التي حّمصتني على نار وجدي كبُنِ الصباح ... ونامت
***
صباح التي أرهقت فيّ الحروف التي لا تروم سواها ... ونامت
***
صباح التي زيّنت بالهمس سِر الحَكايا
صباح التي أجفلت بالسِر وسَنَي ... ونامت
***
صباح التي علمتني وصل المساء بنور الصباح ... ونامت
***
صباح التي علمتني إذا القلب هامَ فسُهداً لكُلِ الجوارح
صباح التي علمتني إنتظار الصباح ... ونامت
***
صباح التي أورثتني من الليل هالات سُهدٍ ... ونامت
***
صباح التي أشعلتني في قُداس آخر الليل شمعاً ل'هيبا' ... ونامت
***
صباح التي علمتني بأن الصباح بقايا إبتسامها
صباح التي علمتني أن المنام خيانةٌ لكُل أحزانها
...
ونامت
***
صباح التي علمتني أن إنقطاع الكلام منتصف اليل ظلمٌ و شرٌ و ظل فراق
فلما كان إلتقاء العقارب لتُعلن اليوم الجديد ... نامت
***
صباح التي سرقتني من عمق القوافي لأكتب نثراً
صباح التي ألهمتني الكتابة من دون وزن .. ونامت
***
صباح التي صالحتني وذاتي
صباح التي أقرأتني سِفر المحبة جهراً ... ونامت
***
صباح التي علمتني أخيط جِراحي بنفسي وأسهر
صباح التي إذا ما إلتقينا فالكف بلسم
***
صباح التي تسترق حروفي
فلا أكتب الشعر إلا لديها
صباح التي حررتني لنفسي
فماتت حروفي بلا مقلتيها
***
صباح التي علمتني أن المحبة بذل
و أن الحبيبة نصف الوطن
صباح التي خبرتني بأني سأسهر
أُحصي ليالي الغُربةِ حَزَنْ
***
صباح التي لوّعتني ... ونامت
صباح التي أنشبت بيّ نار إشتياقي ... ونامت
***
صباح التي خبرتني أن المحبة شرٌ -لابد منه-
وأن الكتابة شرٌ -لابد منه- و أنك لستُ ملاكاً فأُكتُب
... ونامت
***
صباح التي أسلمتني لحُمىَ الكتابة .. ونامت
***
صباح التي أخبرتني بأن القصائد محض كلام
وان لا شِعر ينصف القلب مهما كتبنا
صباح التي تركتني لحرفي المضجر بالذكريات ... ونامت
***
صباح التي أشتهيها ولا تشتهيني
صباح التي أيقظت فيّ حنيني ... ونامت
***
صباح الحبيبة
اللي مهما بنبعد هي دايماً قريبة
صباح التي أشبعتني حضوراً ... ونامت
***
صباح التي رتبتني بعد فوضى الغياب
صباح التي عاتبتني وما الحب دون عتاب
صباح التي أشرقت فيّ ونامت
***
صباح التي راودتني كطيف خجول ثم توارت
صباح التي علمتني الكتابة بجوف الليالي و نامت
***
صباح التي علمتني غزْل الليالي سهر
وكيف أُرتقُ جلباب سُهدي بقِطَعِ السمر
صباح التي علمتني أي النجوم أُغازل ... ونامت
***
صباح التي يتسقي النجم منها بريقاً ليسّحر
صباح التي علّقت على النجم طرفي لأسّهر
صباح التي زيّنت بالسُهد حرفي ... ونامت
***
صباح التي تصطليني بنار الكتابة
صباح التي تشتهيها القوافي
صباح التي مزّقتني غياباً
أما يكفي روحي عذاب المنافي؟!
***
صباح التي تدوزن نَشَزَ الكلام لمِاها
صباح التي بعثرتني كنفحِ شذاها ... ونامت
***
صباح التي علمتني الأغاني
صباح التي ضيعتني ببحر الأماني .. ونامت
***
صباح التي إذا ما إشتكيت
التأرُق، برد الليالي إليها
أوقدتني بنار الحنين .. ونامت
***
صباح التي ودعتني
وطيفها عندي لازال يسهر
صباح التي فرقتنا الليالي
وهمسها عندي لازال يجهر
صباح التي ودعتني
بدمع يزخ وبالقلب أكثر
***
صباح التي راودتني عن الحلم حيناً .. ونامت
***
صباح التي إذاما نثرت الحروف عليها .. أضاءت
صباح التي أسرجت لي الليل شعراً .. ونامت
***
صباح العيون التي رتبتني
ك"قوس حاجبها من كل ناحيةٍ"
صباح العيون التي لوّعتني
و"سهم مقلتها ترمي به كبدي"
***
صباح التي أهملتني كشَعرِ اليتيمة
صباح التي أسلمتني لسبعٍ عِجافٍ
وذكرى أليمة
صباح التي أوكلتني الليالي ... ونامت
***
صباح التي لملمتني كما
تلملم خصلات ليلها المنسدل
صباح التي بعثرتني كما
ألعابُ طفلٍ تسلى بها لحينٍ وملّ
***
No comments:
Post a Comment